ومثال ذلك: يا ولدي محمد أنك تحتاج إلى ما تستعمله من آلات المشي وآلات الركوب وآلات التصرف في الحركات والسكنات وآلات المأكولات والمشروبات وإياك ثم إياك أن يشغلك حضور ذلك بين يديك بغير مشقة عليك من المنعم جل جلاله المحسن به إليك كما أنك تجد في حياتي أو بعدي لك مليكات وجاها عريضا جليلا وكلما تلقى مهيئا على يدي كثيرا كان أو قليلا فلا تشغل بشكري أو ذكري عن الله جل جلاله الذي أمرني به وحبب إلي ومكنني من استعداد ذلك لك ولإخوتك قبل حاجتهم إليه وحاجتك بل اشتغل بذكره عن ذكري وبشكره عن شكري.
الفصل الثامن عشر والمائة: وتذكر يا ولدي محمد ملأ الله جل جلاله قلبك من أذكاره ومناره، إذا احتجت إلى زوجة تعينك على تفرغ خاطرك من شغل الشهوات الزاهلة ويسلمك مولاك بها من سموم المعاصي واللذات القاتلة وتكون عونا لك على استخراج عبيد أو إماء من العدم إلى الوجود من صلبك وترائبك يسببكما الله جل جلاله في تحصيل ذلك المقصود ليخدمونه ويسبحونه ويعظمونه جل جلاله ويحيون سنة نبيك محمد صلى الله عليه وآله ويكونون دعاة إليه وليباهي بهم الأمم ولو بالسقط من الأولاد وليكون من مات منهم صغيرا ذخيرة لكما يوم المعاد ومن أطاع الله جل جلاله منهم وشرفه بخدمته مكتوبا ذلك لكما في صحائف طاعته إذا كنتما قد قصدتما بالاجتماع والنكاح ما يقربكما إليه وإلى رضاه ومحبته، وإياك ثم إياك أن تقرب من زوجتك أو جاريتك بمجرد الطبع الترابي على عادة الدواب والحمير، فإن