من أهل الفاقة من يحمل زادك إلى القيمة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله وأكثر من تزوده وأنت قادر عليه فلعلك يطلبه فلا تجده وإياك أن تثق لتحمل زادك بمن لا ورع له ولا أمانة فيكون مثلك مثل ظمأن رأى سرابا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا فتبقى في القيمة منقطعا بك بيان حنوا من الحنين بمعنى الاشتياق مداراة ا لناس أي التقية منهم بالمعروف بما يعد في العرف حسنا والاستحسان جعل الشئ حسنا يعني كلما يمكن من أفعال الناس أن يحمل على الوجه الحسن يحمل عليه وما لم يكن فيه ذلك يتغافل عنه ولا يلتفت إليه وذلك إذا خاف منهم على نفسه والا فهو مداهنة محرمة الا ما لا يتعلق بالدين من سيب عذاره اي أرسل لجام لسانه أو لجام نفسه فيكون أعم الأول أظهر وأنسب بالكلام المفظعات النوائب أي الشدائد والمصائب الشديدة الشناعة وبالقاف والطاء المهملة أي اللازمة كالجنة اللاصقة بالبدن ولا تذهبن عنك صفحا ذلك بأن تعرض عنها بصفحة وجه قلبك فتذهب عنك من حسن الارتياد أي طلب الآخرة على الوجه الأحسن في المجاهدة وبلاغك من الزاد أي بقدر ما يكفيك في سفر الآخرة مع خفة الظهر من تبعة العباد وغيرها وحمل زاد القيمة أهل الفاقة كناية عن الانفاق في سبيل الله وكل خير ومعروف لله بمن لا ورع له أي بصرفه في غير مستحقه وقال عليه السلام في هذه الوصية يا بني البغى سايق إلى الحين لم يهلك امرء عرف قدره من حصن شهوته صان قدره قيمة كل امرء ما يحسن الاعتبار يفيدك الرشاد أشرف الغنى ترك المنى الحرص فقر حاضر المودة قرابة مستفادة صديقك أخ وك لأبيك وأمك وليس كل أخ
(٨)