والأدلاء على الله تعالى وأحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك وارض لهم بما ترضاه لنفسك واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك وحسن مع جميع الناس خلقك حتى إذا غبت عنهم حنوا إليك وإذا مت بكوا عليك وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ولا تكن من الذين يقال عند موتهم الحمد لله رب العالمين واعلم أن رأس العقل بعد الايمان بالله مداراة الناس ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته حتى يجعل الله تعالى إلى الخلاص منه سبيلا فإني وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعاشرون ملى مكيال ثلثاه استحسان وثلثه تغافل وما خلق الله تعالى شيئا أحسن من الكلام ولا أقبح منه بالكلام ابيضت الوجوه وبالكلام اسودت الوجوه واعلم أن الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك فان اللسان كلب عقور فإن أنت
(٦)