للخلطة موضعا ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته ولا يكونن على الإساءة أقوى منك على الاحسان ولا على البخل أقوى منك على البذل ولا على التقصير أقوى منك على الفضل ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه انما يسعى في مضرته ونفعك وليس جزاء من سرك أن تسوءه والرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك واعلم أي بني ان الدهر ذو صروف فلا تكونن ممن تشتد لأئمته ويقل عند الناس عذره ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغني إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك فانفق في حق ولا تكن خازنا لغيرك وان كنت حثا التراب أي صبه المغبة بفتحتين وتشديد الباء العاقبة الارتياب الاتهام والشك الاستعتاب طلب العتبي أي الاسترضاء بقية أي بقية من الصلة يسهل لك معها الرجوع إليه قوله إن بدا له أي ظهر له حسن العودة يوما قوله فصدق ظنه أي بلزوم ما ظن بك من الخير قوله على صلته أمر بلزوم حفظ الصداقة يعني إذا أتى أخوك بالقطيعة فقابلها أنت بالصلة حتى تغلبه ولا يكونن هو أقدر على ما يوجب القطيعة منك على ما يوجب الصلة وهكذا بعده قوله فإن لم تأته أتاك المراد أن الرزق رزقان رزق الطالب ورزق المطلوب فرزق الطالب ما هو المقدر للانسان فان أنت لم تأته أتاك ورزق المطلوب ما كان مبدئه الحرص في الدنيا قوله الدهر ذو صروف صرف الدهر وصروفه نوائبه وحدثانه يعني إن الدهر بطبيعته وحقيقته متغير ومتزلزل لا يثبت بحال ولا يدوم على وجه وقد أذن بفراقه ونادت بتغيره ونعت نفسه وأهله ولا يجوز أن تشتد ذمه ولومه المثوى المقام أي حظك من الدنيا ما أصلحت به مقامك
(٢١٣)