منا اتيان واجبتان نعمة من الله لا تعقلون شكرها خصكم بها و استخلصكم لها وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون إن الله عهد ان لن يحل عقدة أحد سواه فتسارعوا إلى وفاء العهد وامكثوا في طلب الفضل فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر وان الآخرة وعد صادق يقضي فيها ملك قادر الا وان الامر كما قد وقع لسبع بقين من صفر تسير فيها الجنود يهلك فيها البطل الجحود خيولها عراب وفرسانها أحزاب ونحن بذلك واثقون ولما ذكرنا منتظرون انتظار المجدب المطر لينبت العشب ويجنى الثمر دعاني إلى الكتاب إليكم استنقاذكم من العمى وارشادكم باب الهدى فاسلكوا سبيل السلامة فإنها جماع الكرامة اصطفى الله منهجه وبين حججه وارف ارفه ووصفه وحده وجعله رضي كما وصفه ان العبد إذا دخل حفرته يأتيه ملكان أحدهما منكر والاخر نكير فأول ما يسلأنه عن ربه وعن نبيه وعن وليه فإن
(١٤٤)