الا أن يدعي مدع ما لا أعرفه ولا أظن الله يعرفه والحمد لله على كل حال فأما ما ذكرت من غارات (غارة) الضحاك على أهل الحيرة فهو أقل وأذل من أن يلم بها أو يدنو منها ولكنه قد كان أقيل في جريدة خيل فاخذ على السماوة حتى مر بواقصة وشراف والقطقطانة مما والى ذلك الصقع فوجهت إليه جندا كثيفا من المسلمين فلما بلغه ذلك قر هاربا فاتبعوه فلحقوه ببعض الطريق وقد أمعن وكان ذلك حين طلعت الشمس للاياب فتناوشوا القتال قليلا كلا ولا فلم يصبر لوقع المشرقية وولى هاربا وقتل من أصحابه بضعة عشر رجلا ونجا جريضا بعد ما أخذ عنه منه بالمخنق فلأيا بلأى ما نجا فاما ما سئلتني ان اكتب لك برأي فيما أنا فيه فان رأيي جهاد المحلين حتى ألقى الله لا يزيد بي كثرة الناس معي عزه ولا تفرقهم عني وحشة لأنني بحق والله مع المحق والله ما أكره الموت على الحق وما الخير كله الا بعد الموت لمن كان محقا واما ما عرضت به من سيرك إلى بنيك وبنى أبيك فلا حاجة لي في ذلك فاقم راشدا محمودا فوالله ما أحب أن تهلكوا معي ان هلكت ولا تحسبن
(١٣٠)