ترجمة الحافظ جلال الدين السيوطي نسبه: هو أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محد بن سابق... الخضيري الأسيوطي الشافعي.
ولد بعد المغرب ليلة الحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة (849 ه) نسب إلى " أسيوط " بفتح أوله وسكون ثانيه وضم ثالثه: وهو اسم لمدينة غربي النيل، من نواحي صعيد مصر، كما في مراصد الاطلاع، ويقال لها: سيوط، بغير همز، كما في معجم ياقوت، وذكر ابن الشطيب في حاشيته على القاموس:
تثليث أولهما. وكان أحد أجداده قد بنى بها مدرسة وأوقف عليها أوقافا، وبها ولد الكمال أبو الجلال، فنسب الجلال إليها. وله فيها رسالة تسمى " المضبوط في أخبار أسيوط " ومقامة تسمى " المقامة الأسيوطية " وهي الان محافظة كبيرة.
وأما نسبته " الخضيري " فإلى محلة ببغداد. قال في المراصد: كانت ببغداد في الجانب الشرقي، وكأنها المحلة التي يسمونها الان " الخضيرية " مجاورة مشهد الإمام أبي حنيفة، وتعرف بسوق خضير، وهي على صورة المصغر، ولعل أحد أجداده كان منها، كما ذكره في حسن المحاضرة.
وأجداد السيوطي أهل علم ورئاسة ووجاهة، وأبوه من فقهاء الشافعية توفي سنة (855 ه)، وكان ابنه الجلال ابن خمس سنوات، وسبعة أشهر، وكان قد وصل في حفظ القرآن إلى سورة التحريم.
نشأ الجلال يتيما، وكان الكمال بن الهمام الحنفي " صاحب فتح القدير " ومدرس الفقه بالمدرسة الشيخونية أحد الأوصياء عليه، كما في بغية الوعاة.
دراساته وشيوخه: ظهرت على السيوطي في صغره مخايل الفطنة وموهبة الذكاء، فحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنوات، ثم حفظ: العمدة، والمنهاج الأصولي، وألفية ابن مالك، وابتدأ اشتغاله بالعلم سنة (864 ه)، فقرأ وسمع ولازم الشيوخ في أكثر الفنون. فأخذ الفقه عن شيخه سراج الدين البلقيني، ولازمه حتى مات فلازم ولده علم الدين المتوفى سنة (868 ه) فسمع منه من الحاوي الصغير ومن المنهاج ومن التنبيه وشرح المنهاج والروضة. وأخذ الفرائض عن: شهاب الدين الشارمساحي، ولازم الشرف المناوي أبا زكريا يحيى بن محمد، جد عبد الرؤوف شارح الجامع الصغير، وتوفي الشرف سنة (871) فقرأ عليه شرح البهجة ومن تفسير البيضاوي. ولازم في العربية والحديث تقي الدين الشمني الحنفي المتوفى سنة (872) أربع سنوات. ثم لازم الشيخ محيي الدين محمد بن سليمان الرومي الحنفي أربع عشرة سنة، فأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني. وحضر على سيف الدين الحنفي دروسا من الكشاف والتوضيح وتلخيص المفتاح وشرح العضد. وأخذ عن الجلال المحلي المتوفى سنة (864) وعن العز الكناني أحمد بن إبراهيم الحنبلي، ولما عرض عليه محافيظه كناه " بأبي الفضل ". وعن الزين العقبي المتوفى سنة (852 ه). وعن البرهان إبراهيم بن عمر البقاعي الشافعي المتوفى سنة (885 ه). وقرأ صحيح مسلم والشفا وألفية ابن مالك والتسهيل والتوضيح ومغني الخبازي في أصول الحنفية، على الشمس البرامي، وعلى الشمس المرزباني: الكافية وشرحها للمصنف وللجابردي، وألفية العراقي في المصطلح. وقرأ على الشارمساحي الفرائض والحساب.
وأخذ عن المجد بن السباع وعبد العزيز الوفائي الميقات وأخذ الطب عن محمد بن إبراهيم الدواني الرومي.
وأجيز بتدريس العربية مستهل سنة (866 ه) وفي تلك السنة ابتدأ تأليفه، وأول ذلك: تأليف في الكلام على