(545) مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الحديث قال بن عبد البر هذا الحديث لا أعلمه يروى على هذا النسق بوجه من الوجوه غير بلاغ مالك هذا ولكنه صحيح من وجوه مختلفة وأحاديث شتى جمعها مالك ووفاته يوم الاثنين ثابتة من حديث أنس في الصحيح ولا خلاف بين العلماء فيه واما دفنه يوم الثلاثاء فمختلف فيه قلت روى بن سعد في الطبقات عن بن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين حين زاغت الشمس وروى من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول وروى من حديث علي بن أبي طالب قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لليلة بقيت من صفر وتوفي يوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول ودفن يوم الثلاثاء وروي أيضا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب انه توفي يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء وروي عن عكرمة قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فحبس بقية يومه وليلته ومن الغد حتى دفن من الليل وروي عن أبي بن عباس بن سهل أبيه عن جده قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فمكث يوم الاثنين والثلاثاء حتى دفن يوم الأربعاء قال بن كثير القول بأنه دفن يوم الثلاثاء غريب والمشهور عن الجمهور انه دفن ليلة الأربعاء وروى بن عسد عن محمد بن قيس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكى يوم الأربعاء لاحدى عشرة ليلة بقيت من صفر فاشتكى ثلاث عشرة ليلة وتوفي يوم الاثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد وصله البيهقي عن بن عباس وابن سعد عن سهل بن سعد الساعدي ورواه عن سعيد بن المسيب وغيره قال بن كثير وهو أمر مجمع عليه لا خلاف فيه قال واختلف في تعليله فقيل هو من باب التعبد الذي يعسر تعقل معناه وقيل ليباشر كل واحد الصلاة عليه منه إليه وقال العقيلي ان الله أخبر أنه وملائكته يصلون عليه وأمر كل واحد من المؤمنين ان يصلي عليه فوجب على كل أحد أن يباشر الصلاة عليه منه إليه والصلاة عليه بعد موته من هذا القبيل قال وأيضا فإن الملائكة لنا في ذلك أئمة انتهى وقال الشافعي في الام ذلك لعظم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنافسهم فيمن يتولى الصلاة عليه وصلوا عليه مرة بعد مرة وروى بن سعد عن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن علي
(٢٣٨)