قال ورواية يحيى أولى بالصواب إن شاء الله بأن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم أي من غير المؤمنين ولا يهلكهم بالسنين أي بالمحل والجدب والجوع بأن لا يجعل بأسهم بينهم أي الحرب والفتن والاختلاف الهرج بسكون الراء القتل (504) عن زيد بن أسلم أنه كان يقول ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث إما ان يستجاب له واما أن يدخر له واما أن يكفر عنه قال بن عبد البر مثل هذا يستحيل أن يكون رأيا واجتهادا وإنما هو توقيف وهو خبر محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخرج من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعاء المسلم بين إحدى ثلاث إما أن يعطى مسألته التي سأل أو يرفع بها درجة أو يحط بها عنه خطيئة ما لم يدع بقطيعة رحم ومأثم أو يستعجل قال بن عبد البر هذا الحديث مخرج في التفسير المسند لقول الله تعالى ادعوني أستجب لكم (505) عن عبد الله بن دينار قال رآني عبد الله بن عمر وأنا أدعو وأشير بأصبعين أصبع من كل يد فنهاني قال في الاستذكار هذا مأخوذ من فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر بسعد وهو يدعو ويشير بأصبعه فنهاه قال الباجي الواجب أن يكون الدعاء باليدين وبسطهما على معنى التضرع والرغبة (506) أن سعيد بن المسيب كان يقول إن الرجل ليرفع بدعاء ولده من بعده وقال بيديه أي أشار نحو السماء فرفعهما قال بن عبد البر هذا لا يدرك بالرأي وقد روي بإسناد جيد مرفوعا ثم أخرج من طريق أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن ليرفع له الدرجة في الجنة فيقول يا رب بم هذا فيقال له بدعاء ولدك من عبدك
(٢٢٥)