سالم عن أبيه ثم مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة لم يذكر شيئا عن غير مالك وهذا بحر لا ساحل له ومالك هو مالك وكفى. انظر مقدمة المبطأ تعرف ثناء المحدثين وأئمتهم عليه.
سبب تأليفه الموطأ وذكر أبيات في مدحه: ألف عبد العزيز بن الماجشون كتابا ولم يذكر فيه أحاديث فلما رآه سيدنا مالك قال: ما أحسن ما عمل ولو كنت أنا لبدأت بالآثار ثم شددت ذلك بالكلام ثم عزم على تأليف الموطأ. قال أبو زرعة: لو حلف رجل بالطلاق على أحاديث ملك التي في الموطأ أنها صحاح كلها لم يحنث وفي الموطأ يقول سعدون الوارجيني رحمه الله:
أقول لمن يروي الحديث ويكتب * ويسلك سبيل الفقه فيه ويطلب إذا شئت أن تدعى لدى الناس عالما * فلا تعد ما تحوي من العمل يثرب أتترك دارا كان بين بيوتها * يروح ويغدو جبرئيل المقرب ومات رسول الله فيها وبعده * بسنته أصحابه قد تأدبوا وفرق شمل العلم في تابعيهمو * فكل امرئ منهم له فيه مذهب فخلصه بالسبك للناس مالك * ومنه صحيح في المجس وأجرب فبادر موطأ مالك قبل موته * فما بعده إن فات للحق مطلب ودع للموطأ كل علم تريده * فإن الموطأ الشمس والغير كوكب ومن لم يكن كتب الموطأ ببيته * فذاك من التوفيق بيت مخيب جزى الله عنا في موطاه مالكا * بأفضل ما يجزي اللبيب المهذب لقد فاق أهل العلم حيا وميتا * فصارت به المثال في الناس تضرب فلا زال يسقي قبره كل عارض * بمندفق ظلت عزاليه تسكب وفي الموطأ أيضا يقول القاضي عياض رحمه الله:
إذا ذكرت كتب الموطأ فحيهل * بكتب الموطأ من تصانيف مالك أصح أحاديثا وأثبت حجة * وأوضحها في الفقه نهجا لسالك عليه مضى الاجماع من كل أمة * على رغم خيشوم الحسود المماحك فعنه فخذ عليم الديانة خالصا * ومنه استفد شرع النبي المبارك وبد به كف الضنانة تهتدي * فمن حاد عنه هالك في الهوالك ولتأليف الكتاب أسباب غير ما ذكرنا لم نتعرض لها وله رضي الله عنه مؤلفات غير الموطأ.
وفاته رضي الله عنه: قال بكر بن سليمان الصواف: دخلنا على مالك بن أنس في العشية التي قبض فيها فقلنا: يا أبا عبد الله كيف تجدك؟ قال: ما أدري كيف أقول لكم، إلا أنكم ستعاينون غدا من عفو الله ما لم يكن لكم في حساب. ثم ما برحنا حتى أغمضناه رحمه الله. ورأي عمر بن يحيى بن سعيد في الليلة التي مات فيها قائلا يقول:
لقد أصبح الاسلام زعزع ركنه * غداة ثوى الهادي لدى ملحد القبر أمام الهدى ما زال للعلم صائنا * عليه سلام رحمه الله وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة مائة وتسع وسبعين من الهجرة.