مختصر سميته الوسيلة وأكثرها صفات قال بن عبد البر الأسماء والصفات هنا سواء أنا محمد روى بن عبد البر في الاستيعاب عن بن عباس قال لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم عق عنه عبد المطلب وسماه محمدا فقيل له ما حملك على أن سميته محمدا ولم تسمه باسم آبائه فقال أردت أن يحمده الله في السماء ويحمده الناس في الأرض وأنا أحمد روى أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد الحديث وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر في رواية بن بكير بي قال القاضي عياض أي من مكة وبلاد العرب وما زوى له من الأرض ووعد أنه يبلغه ملك أمته قال أو يكون المحو عاما بمعنى الظهور والغلبة كما قال ليظهره على الدين كله وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي قال بن عبد البر أي قدامي وأمامي أي إنهم يجتمعون إليه وينضمون حوله ويكونون أمامه يوم القيامة ووراءه قال الخليل حشرتهم السنة إذا ضمتهم من البوادي وقال الباجي والقاضي عياض اختلف في معنى على قدمي فقيل على زماني وعهدي أي ليس بعدي نبي وقيل بمشاهدتي كما قال ويكون الرسول عليكم شهيدا وقال الخطابي وتبعه بن دحية معناه على أثري أي إنه يقدمهم وهم خلفه لأنه أول من تنشق عنه الأرض ثم تجئ كل نفس فيتبعونه قال ويؤيد هذا المعنى رواية على عقبي وقيل على أثري بمعنى أن الساعة على أثره أي قريبة من مبعثه كما قال بعثت أنا والساعة كهاتين وأنا العاقب زاد مسلم وغيره من طريق بن عيينة والعاقب الذي ليس بعده نبي وهو مدرج من تفسير الزهري فروى الطبراني من طريق معمر عن الزهري فذكر الحديث إلى قوله وأنا العاقب قال معمر قلت للزهري ما العقب قال الذي ليس بعده نبي وقال أبو عبيد قال سفيان العاقب آخر الأنبياء انتهى آخر شرح الموطأ بحمد الله وعونه وحسن توفيقه قال المؤلف رحمه الله تعالى فرغت من تأليفه يوم الخميس سادس جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وثمانمائة من عام الخير وكان الفراغ من كتابته نهار الثلاثاء سادس عشر رجب الفرد من تاريخ المؤلف غفر الله لكاتبه ولقارئه ولمن يدعو للمسلمين بخير والحمد لله وتعالى كماله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
(٧٢٧)