هشام بن زهرة قال المذي في التهذيب ويقال مولى عبد الله بن هشام زهرة ويقال مولى بن زهرة روى عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري والمغيرة بن شعبة ولم يذكر لهم رابعا من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن هي الفاتحة سميت بذلك لأنها فاتحته كما سميت مكة أم القرى لأنها أصلها ذكره النووي في شرح مسلم وقيل لأنها اشتملت على جميع علوم القرآن بطريق الاجمال فهي خداج أي ذات خداج أي نقصان يقال خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوان النتاج وإن كان نام الخلق وأخدجته إذا ولدته ناقصا وإن كان لتمام الولادة هذا قول الخليل والأصمعي وأبي حاتم وآخرين وقال جماعة من أهل اللغة خدجت وأخدجت إذا ولدت لغير تمام غير تمام هو تأكيد فغمز ذراعي قال الباجي هو على معنى التأنيس له وتنبيهه على فهم مراده والبعث له على جمع ذهنه وفهمه لجوابه قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين قال العلماء أراد بالصلاة هن الفاتحة سميت بذلك لأنها لا تصح إلا بها كقوله الحج عرفة والمراد قسمتها من جهة المعنى لأن نصفها الأول تحميد لله تعالى وتمجيد وثناء عليه وتفويض إليه والنصف الثاني سؤال وتضرع وافتقار واحتج القائلون بأن البسملة ليست من الفاتحة بهذا الحديث قال النووي وهو من أوضح ما احتجوا به لأنها سبع آيات بالاجماع فثلاث في أولها ثناء أولها الحمد لله وثلاث دعاء أولها اهدنا الصراط المستقيم والسابعة متوسطة وهي إياك نعبد وإياك نستعين قالوا ولأنه لم يذكر البسملة فيما عدده ولو كانت منها لذكرها وأجيب بأن التصنيف عائد إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة هذا حقيقة اللفظ أو عائد إلى ما يختص بالفاتحة من الآيات الكاملة وبأن معنى قوله يقول العبد الحمد لله أي إذا انتهى في قراءته إلى ذلك يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي إلى آخره قال العلماء إنما قال حمدني وأثنى علي
(١٠٥)