بلوغ حاجته فإن الحياء من الايمان قال الباجي أي من شرائعه وقال بن العربي قال علماؤنا إنما صار من الايمان المكتسب وهو جبلة لما يفيد من الكف عما لا يحسن فعبر عنه بفائدته على أحد فسمي المجاز (1612) عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رجلا الحديث وصله مطرف عن مالك عن الزهري عن حميد عن أبي هرير ورواه بن عيينة عن بن شهاب عن حميد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رواه إسحاق بن بشر الكاهلي عن مالك عن الزهري عن حميد عن أبيه قال بن عبد البر وهو خطأ والرجل المذكور جارية بن قدامة التميمي عم الأحنف بن قيس وقد ورد هذا الحديث من حديثه أيضا ومن حديث أبي سعيد الخدري لا تغضب قال بن العربي قال علماؤنا إنما نهاه عما علم أنه هواه لأن المرء إذا ترك ما يشتهي كان أجدر أن يترك مالا يشتهي وخصوصا الغضب فإن ملك نفسه عنده كان شديدا سديدا وإذا ملكها عند الغضب كان أحرى أن يملكها عن الكبر والحسد وأخواتها وقال بن عبد البر هذا من الكلام القليل الألفاظ الجامع للمعاني الكثيرة والفوائد الجليلة ومن كظم غيظه ورد غضبه أخزى شيطانه وسلمت له مروءته ودينه وقال الباجي جمع له صلى الله عليه وسلم الخير في لفظ واحد لأن الغضب يفسد كثيرا من الدين والدنيا لما يصدر عنه من قول وفعل قال ومعنى لا تغضب لا تمض ما يحملك غضبك عليه وكف عنه وأما نفس الغضب فلا يملك الانسان دفعه وإنما يدفع ما يدعوه إليه قال وإنما أراد صلى الله عليه وسلم منعه من الغضب في معاني دنياه ومعاملته وإما فيما يعود إلى القيام بالحق فالغضب فيه قد يكون واجبا كالغضب على أهل الباطل والانكار عليهم بما يجوز وقد يكون مندوبا وهو الغضب على المخطئ كما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله رجل عن ضالة الإبل ولما شكا إليه معاذ أنه يطول في الصلاة (1613) ليس الشديد بالصرعة بضم الصاد وفتح الراء وهو الذي يصرع الناس ويكثر ذلك منه
(٦٥٤)