إني لأرجو أن لا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة قال الباجي هو معنى التسليم لأمر الله والاقرار بقدرته وانه وإن كان تعليم ذلك يسيرا إلا أنه لا يقطع بتمامه إلا أن يعلمه الله بذلك ومعنى تعلم سورة أي تعلم من حالها ما لم تكن تعلمه قبل ذلك وإلا فقد كان عالما بالسورة وحافظا لها ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها قال الباجي ذكر بعض شيوخنا أن معنى ذلك أنها تجزي من غيرها في الصلاة ولا يجزي غيرها منها وسائر السور يجزي بعضها من بعض وهي سورة قسمها الله تعالى بينه وبين عبده يحتمل أن تكون هذه من الصفات التي يختص بها ولها مع ذلك صفات تختص بها من أنها السبع المثاني والقرآن العظيم وغير ذلك من كثرة ثواب أو حسنة قلت ويؤيد ذلك ما أخرجه عبد بن حميد عن بن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن ولم يرد في سورة مثل ذلك وإنما ورد في قل هو الله أحد أنه ثلث القرآن وفي قل يا أيها الكافرون أنها ربع القرآن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت قال الباجي يريد قوله تعالى ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم وسميت السبع لأنها سبع آيات والمثاني لأنها تثنى في كل ركعة قال الباجي وإنما قيل لها القرآن العظيم على معنى التخصيص لها بهذا الاسم وإن كان كل شئ من القرآن قرآنا عظيما كما يقال في الكعبة بيت الله وإن كانت البيوت كلها لله ولكن على سبيل التخصيص والتعظيم له (188) عن العلاء بن عبد الرحمن قال بن عبد البر ليس هذا الحديث في الموطأ إلا عن العلاء عند جميع الرواة وقد انفرد مطرف في غير الموطأ فرواه عن مالك عن بن شهاب عن أبي السائب وساقه كما في الموطأ سواه وهو غير محفوظ قال الدارقطني هو غريب من حديث مالك عن بن شهاب لم يروه غير مطرف أنه سمع أبا السائب قال النووي لا يعرف اسمه مولى
(١٠٤)