قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بالطور في المغرب قال بن عبد البر في هذا الحديث شئ سقط وهو معنى بديع حسن من الفقه وذلك أن جبير بن مطعم سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر وحدث به عنه وهو مسلم وقد روى هذه القصة فيه عن مالك علي بن الربيع بن الركين وإبراهيم بن علي التميمي جميعا عن مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بدر فسمعته يقرأ في المغرب بالطور ولم أسلم يومئذ فكأنما صدع قلبي وقال لو كان مطعم حيا وكلمني في هؤلاء النفر لأعتقتهم ولفظ إبراهيم في هؤلاء لتركتهم له وروى البخاري من طريق سفيان قال حدثوني عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب والطور فلما بلغ هذه الآية أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون كاد قلبي يطير قال سفيان فأما أنا فاني سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور لم أسمعه زاد الذي قالوا لي قال أب عبد البر ورواه يزيد بن أبي حبيب عن بن شهاب فجعل موضع المغرب العتمة ثم أخرج من طريق بن لهيعة قال حدثنا يزيد بن أبي حبيب أن بن شهاب كتب إليه قال حدثني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بدر فسمعته يقرأ في العتمة بالطور ورواه سفيان بن حسين عن الزهري بلفظ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكلمه في أسارى بدر فوافقته وهو يصلي بأصحابه المغرب أو العشاء فسمعته وهو يقرأ وقد خرج صوته من المسجد إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع فكأنما صدع قلبي أخرجه أبو عبيد وابن عبد البر (172) أن أم الفضل بنت الحارث هي والدة بن عباس الراوي عنها واسمها لبابة الهلالية ويقال إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب زاد البخاري ثم ما صلى لنا بعدها حي قبضه الله وفي النسائي أن هذه الصلاة التي حكتها أم الفضل كانت في بيته لا في المسجد
(٩٩)