مثله وعن عمران بن حصين قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس ورجل يقرأ خلفه فلما فرغ قال من الذي يخالجني سورتي " فنهى عن القراءة خلف الإمام وعن أبي الدرداء قال " سئل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أفي كل صلاة قراءة فقال نعم فقال رجل من الأنصار وجبت هذه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أقرب القوم إليه ما أرى الامام إذا أم القوم الا قد كفاهم " وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم " من صلي صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج إلا أن يكون وراء الامام " وعن زيد بن ثابت قال " من قرأ وراء الامام فلا صلاة له " قال وفى الحديث " الامام ضامن " وليس يضمن الا القراءة عن المأموم قالوا ولأنها قراءة فسقطت عن المأموم كالسورة في الجهرية وكركعة المسبوق واحتج أصحابنا بقوله صلى الله عليه وسلم " لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن " رواه البخاري ومسلم وسبق بيانه مرات وهذا عام في كل مصل ولم يثبت تخصيصه بغير المأموم بمخصص صريح فبقي على عمومه وبحديث عبادة بن الصامت المذكور في الكتاب " ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما فرغ قال لعلكم تقرأون وراء امامكم قلنا نعم هذا يا رسول الله قال لا تفعلوا لا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها " رواه أبو داود والترمذي والدارقطني والبيهقي وغيرهم قال الترمذي حديث حسن وقال الدارقطني اسناده حسن وقال الخطابي اسناده جيد لا مطعن فيه (فان قيل) هذا الحديث من رواية محمد بن إسحاق ابن سيار عن مكحول ومحمد بن إسحاق مدلس والمدلس إذا قال في روايته (عن) لا يحتج به عند جميح المحدثين (فجوابه) ان الدارقطني والبيهقي روياه باسنادهما عن أبي إسحاق قال حدثني مكحول بهذا فذكره قال الدارقطني في اسناده هذا اسناد حسن وقد علم من قاعدة المحدثين ان المدلس إذا روى حديثه من طريقين قال في إحداهما (عن) وفى الأخرى (حدثني أو أخبرني) كان الطريقان صحيحين وحكم باتصال الحديث وقد حصل ذلك هنا رواه أبو داود من طرق وكذلك الدارقطني والبيهقي وفى بعضها " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلاة التي يجهر فيها بالقراءة فقال لا يقرأن أحد منكم إذا جهرت بالقراءة الا بأم القرآن " قال البيهقي عقب هذه الرواية والحديث صحيح عن عبادة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وله شواهد ثم روى أحاديث شواهد له واحتج البيهقي وغيره بحديث أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فقيل لأبي هريرة وانا نكون وراء الامام فقال اقرأ بها في نفسك " إلى آخر حديث
(٣٦٦)