وهذا قول الحسن ومجاهد وقتادة ودليله من القرآن قوله عز وجل (قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما) وقيل مشتق من العلم فالعالمون على هذا من يعقل خاصة قاله ابن عباس واختاره أبو الهيثم والأزهري لقول الله تعالى (فيكون للعالمين نذيرا) قوله " اللهم أنت الملك " قال الأزهري فيه مذهبان للنحويين قال الفراء أصله يا الله امنا بخير فكثرت في الكلام واختلطت فقيل اللهم وتركت مفتوحة الميم قال الخليل معناه يا الله والميم المشددة عوض عن ياء النداء والميم مفتوحة لسكونها وسكون الميم قبلها ولا يجمع بينهما فلا يقال يا اللهم وقوله: أنت الملك أي القادر على كل شئ قوله: وانا عبدك قال الأزهري أي أني لا أعبد غيرك والمختار أن معناه أنا معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نافذ في: قوله ظلمت نفسي. قال الأزهري هو اعتراف بالذنب قدمه على سؤال المغفرة كما أخبر الله تعالى عن آدم وحواء عليهما السلام (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ": قوله اهدني لأحسن الأخلاق. أي أرشدني لصوابها ووفقني للتخلق به وسيئها قبيحها قوله: لبيك. قال الأزهري وآخرون معناه انا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة يقال لب بالمكان لبا وألب البابا أقام به واصل لبيك لبين فحذفت النون للإضافة وقوله: وسعديك. قال الأزهري أي مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة بعد متابعة لدين الذي ارتضيته بعد: متابعة: قوله والشر ليس إليك. فيه خمسة أقوال للعلماء (أحدها) معناه لا يتقرب به إليك قاله الخليل واحمد والنضر بن شميل وإسحاق بن راهويه ويحيى ابن معين وأبو بكر بن خزيمة والأزهري وغيرهم (والثاني) حكاه الشيخ أبو حامد عن المزني وقاله أيضا غير معناه لا يضاف إليك على انفراده فلا يقال يا خالق القردة والخنازير ويا رب الشر ونحو هذا وإن كان يقال يا خالق كل شئ وحينئذ يدخل الشر في العموم (والثالث)
(٣١٧)