وبذلك أمرت وانا من المسلمين اللهم أنت الملك لا اله إلا أنت ربى وانا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب الا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت واصرف عنى سيئها لا يصرف عنى سيئها الا أنت لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشر ليس إليك انا بك واليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك ") * * * (الشرح) * هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه بهذه الحروف المذكورة ومن صحيح مسلم نقلته وفى نسخ المذهب مخالفة له في بعض الحروف منها انه في المذهب في أوله انه كان إذا قام إلى المكتوبة والذي في مسلم وغيره قام إلى الصلاة وهو أعم وقوله وانا من المسلمين هكذا هو في صحيح مسلم من المسلمين وفى المهذب أن لفظة من ليست في الحديث وهذا غلط بل ثابتة في مسلم وغيره وقد رواه البيهقي من طرق كثيرة في بعضها وانا من المسلمين وفى بعضها وانا أول المسلمين وقال الشافعي في الأم رواه أكثرهم وأنا أول المسلمين وسقط في المهذب قوله أنت ربي ويا ليته نقله من صحيح مسلم أما تفسير ألفاظ هذا الحديث فتحتمل جزءا كبيرا لكني أشير إلى مقاصده رمزا لان المصلي مأمور بتدبر الأذكار فينبغي أن يعرف معناها ليمكنه تدبر معانيها قوله إذا قام إلى الصلاة يتناول الفرض والنفل قوله وجهت وجهي قال الأزهري وغيره معناه أقبلت بوجهي وقيل قصدت بعبادتي وتوحيدي إليه ويجوز في وجهي إليه اسكان الياء وفتحها وأكثر القراء على الاسكان وقوله (فطر السماوات) أي ابتدأ خلقها على غير مثال سابق وجمع السماوات دون الأرض وإن كانت سبعا كالسماوات لأنه أراد جنس الأرضين وجمع السماوات لشرفها وهذا يؤيد المذهب الصحيح المختار الذي عليه الجمهور ان السماوات أفضل من الأرضين وقيل الأرضون أفضل لأنها مستقر الأنبياء ومدفنهم وهو ضعيف وقوله (حنيفا) قال الأزهري وآخرون: أي مستقيما وقال الزجاج والأكثرون الحنيف المائل ومنه قيل أحنف الرجل قالوا والمراد هنا المائل إلى الحق وقيل له ذلك لكثرة مخالفيه: وقال أبو عبيدة الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم وانتصب حنيفا على الحال أي وجهت وجهي في حال حنيفتي وقوله (وما انا من المشركين) بيان للحنيف وايضاح لمعناه والمشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن أو صنم ويهودي ونصراني ومجوسي وزنديق وغيرهم وقوله (ان صلاتي ونسكي) قال الأزهري الصلاة اسم جامع للتكبير والقراءة والركوع والسجود والدعاء والتشهد وغيرها قال والنسك العبادة والناسك الذي يخلص عبادته لله تعالى واصله من النسيكة وهي النقرة الخالصة المذابة المصفاة من كل خلط والنسيكة أيضا القربان الذي يتقرب به إلى الله تعالى وقيل النسك ما أمر به الشرع وقوله (ومحياي ومماتي)
(٣١٥)