فإياك وملازمة هوى الشيطان. ومجانبة رضى الرحمن، فإنه يصرع الرجال، ويقطع الآجال، ويزيل النعم، ويطيل الندم (1)، وبعد هذا كله فحقيق على الله أن يسلك بطالب العلم - الذي مزج علمه بالعمل والتقوى - طريقا إلى الجنة، وحقيق على الملائكة أن تضع أجنحتها له رضى به، وحقيق على من في السماء ومن في الأرض - حتى الحوت في البحر - أن يستغفروا له (2)، وحقيق أن يكون موته ثلمة في الإسلام لا يسدها شئ (3) وحقيق أن يكون موته أحب إلى إبليس من موت أي مؤمن (4).
وكتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان - الذي نقدمه بين يديك أخي القارئ - ليس هو إلا لتبين هذا القانون الإلهي.
ومؤلفه العلامة الحلي - الذي نضع ترجمته بين يديك عزيزي القارئ - ليس هو إلا القمة العالية من بين العلماء الذي سلك طريق العلم وشفعه بالعمل والتقوى، فهو مصداق لكل ما تقدم.