ولم يكن لذلك الإغلاق إلا حافز سياسي قد أوضحناه في كتابنا " مفاهيم القرآن " فراجع ج 3 ص 2092 - 303 (1).
* * * عصر الجمود أو عصر الازدهار إن العلامة " مصطفى أحمد الزرقاء " يصف القرن السابع بأنه قرن الانحطاط والجمود ويقول: " في هذا الدور أخذ الفقه بالانحطاط فقد بدأ في أوائله بالركود وانتهى في أواخره إلى الجمود وقد ساد في هذا العصر الفكر التقليدي المغلق وانصرفت الأفكار عن تلمس العلل والمقاصد الشرعية في فقه الأحكام إلى الحفظ الجاف والاكتفاء بتقبل كل ما في الكتب المذهبية دون مناقشة، وطفق يتضاءل ويغيب ذلك النشاط الذي كان لحركة التخريج والترجيح والتنظيم في فقه المذاهب وأصبح مريد الفقه يدرس كتاب فقيه معين من رجال مذهبه فلا ينظر إلى الشريعة وفقهها إلا من خلال سطوره بعد أن كان مريد الفقه قبلا يدرس القرآن والسنة وأصول الشرع ومقاصده.
وقد أصبحت المؤلفات الفقهية - إلا القليل - أواخر هذا العصر اقتصارا لما وجد من المؤلفات السابقة أو شرحا له فانحصر العمل الفقهي في ترديد ما سبق ودراسة الألفاظ وحفظها وفي أواخر هذا الدور حل الفكر العامي محل الفكر العلمي لدى كثير من متأخري رجال المذاهب الفقهية " (2) وفي هذا العصر الذي يصفه الكاتب بما عرفت نجد ازدهار فقه الشيعة ازدهارا معجبا حيث اكتسب نظارة قلما نجد نظيرها في القرون السابقة كما أنه طلعت في المجتمعات العلمية شخصيات لامعة في الفقه والأصول تعد من النوابغ القلائل الذين يضن بهم الدهر إلا في الفترات المتقطعة نظراء: