على المجاز ما أمكن.
على أن قوله تعالى: وما علمتم من الجوارح، يعني أن يكرر ويقول: مكلبين لأن من حمل لفظة مكلبين على التعليم لا بد من أن يلزمه التكرار، وإذا جعلنا ذلك مختصا بالكلاب أفاد فائدة أخرى لأنه بيان أن هذا الحكم يتعلق بالكلاب دون غيرها.
مسألة:
روي أن أمير المؤمنين ع مر بسوق القصابين فنهاهم عن بيع أشياء منها الطحال، فقيل: ما الكبد و الطحال إلا سواء؟ فقال ع: كذبت إئتني بتورين من ماء أنبئك بخلاف ما تقول، فأتي بطحال وكبد وتورين من ماء فقال: شق الكبد من وسطه والطحال من وسطه واجعلهما في الماء جميعا ففعل فلم ينقص من الكبد شئ وصار الطحال كله دما وهي جلد وعروق، فقال: هذا لحم و هذا دم، وقال تعالى فيه تبيان لكل شئ وقال: وما يعقلها إلا العالمون فالقرآن يدل على جميع ذلك جملة والسنة تفصيلا.
مسألة:
قوله: وما علمتم من الجوارح، عطف على الطيبات إذا كانت ما موصولة ويجوز أن يكون قوله وما علمتم كلاما مستأنفا وجعل ما شرطية وجعل جوابها فكلوا.
والمكلب مؤدب الكلاب واشتق من لفظه، فإذا استعمل في غيره من السباع فهو على المجاز، فالأولى حمله على الحقيقة.