باب النفقة والمآكل والمشارب والطعام اعلم يرحمك الله أن الله وتعالى لم يبح أكلا ولا شربا إلا لما فيه المنفعة والصلاح ولم يحرم ما فيه الضرر والتلف والفساد، فكل نافع مقو للجسم فيه قوة للبدن فحلال وكل مضر يذهب بالقوة أو قاتل فحرام مثل: السموم، والميتة، والدم ولحم الخنزير، وذي ناب من السباع ومخلب من الطير وما لا قانصة له منها، ومثل: البيض إذا استوى طرفاه والسمك الذي لا فلوس له، فحرام كله إلا عند الضرورة، والعلة في تحريم الجري وهو السلور وما جرى مجراه من سائر المسوخ البرية والبحرية ما فيها من الضرر للجسم لأن الله تقدست آلاؤه مثل على صورها مسوخا فأراد أن لا يستخف بمثله.
والميتة تورث الكلب وموت الفجأة والآكلة، والدم يقسي القلب ويورث الداء الدبيلة، والسموم قاتلة، والخمر يورث فساد القلب ويسود الأسنان ويبخر الفم ويبعد من الله ويقرب من سخطه وهو من شراب إبليس، وقال: شارب الخمر ملعون، شارب الخمر كعبدة الأوثان يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان، وسنذكر إن شاء الله تعالى في باب الخمر ما تورثه منه بتمامه.
واعلم أن كل صنف من صنوف الأشربة التي لا تغير العقل، شرب الكثير منها لا بأس به سوى الفقاع فإنه منصوص عليه لغير هذه العلة، وكل شراب يتغير العقل منه كثيره وقليله حرام أعاذنا الله وإياكم منها، وليكن نفقتك على نفسك وعلى عيالك قصدا فإن الله يقول: ويسألونك ما ذا ينفقون قل العفو والعفو: الوسط، وقال الله تعالى: والذين إذا أنفقوا لم