وإياك أن تدع الفرق إن كان لك شعر، فقد روي عن أبي عبد الله ع أنه قال:
من لم يفرق شعره، فرقه الله بمنشار من النار في النار.
فإن وجدت بلة في أطراف إحليلك وفي ثوبك بعد نتر إحليلك وبعد وضوئك، فقد علمت ما وصفته لك من مسح أسفل أنثييك ونتر إحليلك ثلاثا، فلا تلتفت إلى شئ منه ولا تنقض وضوءك له ولا تغسل منه ثوبك فإن ذلك من الحبائل والبواسير.
ولا تغسل ثوبك ولا إحليلك من مذي ووذي فإنهما بمنزلة البصاق والمخاط، ولا تغسل ثوبك إلا مما يجب عليك في خروجه إعادة الوضوء، ولا يجب عليك إعادته إلا من بول أو مني أو غائط أو ريح تستيقنها فإن شككت في ريح أنها خرجت منك أو لم تخرج فلا تنقض من أجلها الوضوء إلا أن تسمع صوتها أو تجد ريحها. وإن استيقنت أنها خرجت منك فأعد الوضوء سمعت وقعها أو لم تسمع وشممت ريحها أو لم تشم. فإن شككت في الوضوء وكنت على يقين من الحدث فتوضأ.
وإن شككت في الحدث، فإن كنت على يقين من الوضوء فلا ينقض الشك اليقين إلا أن تستيقن الحدث، وإن كنت على يقين من الوضوء والحدث ولا تدري أيهما سبق فتوضأ. وإن توضأت وضوءا تاما، وصليت صلاتك أو لم تصل، ثم شككت فلم تدرأ حدثت أو لم تحدث فليس عليك وضوء لأن اليقين لا ينقضه الشك.
وإياك أن تبعض الوضوء وتابع بينه كما قال الله تبارك وتعالى، ابدأ بالوجه ثم باليدين ثم بالمسح على الرأس والقدمين، فإن فرغت من بعض وضوئك وانقطع بك الماء من قبل أن تتمه ثم أوتيت بالماء فأتمم وضوءك إذا كان ما غسلته رطبا فإن كان قد جف فأعد الوضوء فإن جف بعض وضوئك قبل أن تتم الوضوء من غير أن ينقطع عنك الماء فامض على ما بقي، جف وضوؤك أم لم يجف.
وإن كان عليك خاتم فدوره عند وضوئك فإن علمت أن الماء لا يدخل تحته فانزع.
ولا تمسح على عمامة ولا على قلنسوة ولا على خفيك، فإنه أروي عن العالم ع:
لا تقية في شرب الخمر ولا المسح على الخفين، ولا تمسح على جوربك إلا من عذر أو ثلج تخاف على رجليك.