مختلفتين في المنهج والنتائج. وأن الشقة متباعدة بينهما، وما زالت تتباعد.
خصوصا مع السلفية الوهابية المعاصرة، حيث تبادل القوم التكفير والتبديع ومخالفة السنة والسلف الصالح معا. والفصل الذي خصصناه للسلفية وأهل السنة يظهر بالتفصيل مدى الخلاف الواسع بين هذين المنهجين وبين أتباعهما.
ومن خلال تتبعنا للجذور التاريخية لمصطلح " السلفية " تبين واضحا أن أتباع هذه المدرسة اليوم، ليسوا سوى " خلف حشوية أهل الحديث " المتوسمين بالحنابلة. وأن مصطلح " السلفية " سيضيق مفهومه ليصبح علما متميزا لما توصل إليه ابن تيمية الحراني " شيخ الإسلام " من آراء في العقائد خصوصا، بعدما تصدى للكم الهائل من أحاديث التشبيه والتجسيم ورام الدفاع عنها، وسلك منهجا وطريقة في إثباتها وجعلها أساسا لعقائد السلف.
والسلفية أو الوهابية اليوم هي دعوة متميزة لبعث هذه العقائد، مدعومة بمخزون أهل الحشو من أحاديث وروايات. لذلك كثرت الطبعات والتحقيقات لكتب مثل " السنة " لعبد الله بن الإمام أحمد، و " التوحيد " لابن خزيمة، وغيرهما من المصادر المعتمدة لدى الحشوية الأوائل.
وإذا كان أهل السنة الأوائل ممثلين ب " مدرسة ابن كلاب وأتباعها " قد خاضوا صراعا مريرا مع أوائل الحشوية وعلى رأسهم ابن خزيمة (110)، فإن خلف كلا المدرستين سيرثان هذا الصراع والتناقض، الذي سيبلغ ذروته مع ابن تيمية في القرن السابع، والذي أحيى عقائد " الحشوية " بعدما كادت تندرس - لانتشار عقائد أهل السنة من الأشاعرة خصوصا في أغلب المدارس التعليمية الإسلامية - وهاجم خصومها. وقامت بين القوم معارك ضارية أريقت فيها دماء غزيرة، وراح ضحيتها مئات القتلى من الطرفين.
كما استطعنا بإيجاز كذلك أن نبين للقارئ بأن مصطلح " التشيع " قد