وصاروا كلهم على مذهب أهل الحق...
" الإمام الشيخ الأوحد أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري جمل الله الإسلام به وكثر في أئمة الدين مثله من عقد المجالس وذكر الله عز وجل بما وصف به نفسه من التنزيه ونفي التشبيه عنه وقمع المبتدعة من المجسمة والقدرية وغيرهم ولم نسمع منه غير مذهب أهل الحق من (أهل السنة والجماعة) وبه ندين الله عز وجل... ".
"... ونفى التشبيه عنه واستوفى في الاعتقاد ما هو معتقد أهل السنة بأوضح الحجج وأقوى البراهين رفع هذا المحضر الإمام أبو إسحاق الشيرازي وأصحابه إلى نظام الملك فعاد جوابه لهم بإنكار ما يقع والتشديد على الحشوية.. فسكن الحال ثم أخذ الشريف أبو جعفر بن أبي موسى، وهو شيخ الحنابلة إذ ذلك وجماعته يتكلمون في الشيخ أبي إسحاق ويبلغونه الأذى بألسنتهم فأمر الخليفة بجمعهم والصلح بينهم بعد ما ثارت بينهم فتنة هائلة قتل فيها نحو من عشرين قتيلا فلما وقع الصلح وسكن الأمر. أخذ الحنابلة يشيعون أن الشيخ أبا إسحاق تبرأ من مذهب الأشعري فغضب الشيخ غضبا لم يصل أحد إلى تسكينه... وانقمعت الحشوية وتنفس " أهل السنة " الصعداء إلى الله عاقبة الأمور " (76).
وقال ابن عساكر مستندا إلى أبي القاسم القشيري: " اتفق أصحاب الحديث أن الأشعري كان إماما من أئمة الحديث ومذهبه هو مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدع، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين على الملة سيفا مسلولا. ومن طعن فيه أو لعنه أو سبه فقد بسط