الله، فالمتعين على كل مسلم صرف وجهه إلى ربه. فإذا مات استشفع الله فيه نبيه (70). وإذا كان الكل قد أجمع على أن الشفاعة من أصول الإسلام فإن الخلاف بين أهل السنة وغيرهم وبين الوهابية سيختص ببعض معانيها وتطبيقاتها.
ذهبت الوهابية إلى أن: " الشفاعة للأنبياء والأولياء منقطعة في الدنيا، وإنما هي ثابتة لهم في الآخرة، فلو جعل العبد بينه وبين الله تعالى وسائط من عباده يسألهم الشفاعة كان ذلك شركا، وعبادة لغير الله تعالى، فاللازم أن يوجه العبد دعاءه إلى ربه ويقول: اللهم اجعلنا ممن تناله شفاعة محمد (ص) ولا يجوز له أن يقول: يا محمد اشفع لي عند الله. محتجين بقوله تعالى * (وأن المساجد لله، فلا تدعوا مع الله أحدا) * وقوله سبحانه: * (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) * وقوله جل شأنه: * (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) * (71).
إن الإشكال الذي تستند إلى الوهابية والناجم عن الآيات الشريفة التي تحصر الإذن بالشفاعة بالله عز وجل ينتهي بتفسير آيات القرآن بعضها ببعض، بأن نعتبر أن الشفاعة لا تمنح إلا لمن أذن له الله وبما أن بعض الأنبياء حسب ما يؤكد القرآن الكريم قد شفعوا للآخرين فهذا يعني أن الله قد أذن لهم بهذه الشفاعة فمارسوها وحضوا أتباعهم على طلبها. وقد وردت الأحاديث العديدة المتواترة عن الرسول (ص) تؤكد شفاعته لأمته، وإيصائه للمسلمين بطلب الشفاعة منه صلى الله عليه وآله وسلم عند الله عز وجل (72).
من هذه الأحاديث قوله (ص): " خيرني ربي بين أن أدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة ". رواه الترمذي وابن حنبل وابن ماجة.