مستدلين على ذلك بقوله سبحانه * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * (الضحى، الآية 5) والذي أعطي هو حق الشفاعة الذي يرضيه، وبقوله سبحانه: * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * (الإسراء، الآية 79) واتفق المفسرون على أن المقصود من المقام المحمود هو الشفاعة.
وقال القاضي عياض بن موسى (ت 544 ه). مذهب أهل السنة هو جواز الشفاعة عقلا ووجودها سمعا بصريح الآيات وبخبر الصادق وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين، وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنة عليها (67).
وقال الإمام أبو حفص النسفي (ت 538 ه): والشفاعة ثابتة للرسل والأخيار في حق الكبائر بالمستفيض من الأخبار. وقد أيد التفتازاني في " شرح العقائد النسفية " هذا الرأي وصدقه دون أي تردد أو توقف (68).
وقال ابن تيمية الحراني الدمشقي (ت 728 ه): للنبي (ص) في يوم القيامة ثلاث شفاعات إلى أن قال: وأما الشفاعة الثالثة فيشفع في من استحق النار وهذه الشفاعة له (ص) ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم في من استحق النار أن لا يدخلها ويشفع في من دخلها (69).
وقال محمد بن عبد الوهاب: (زعيم الحركة السلفية) وثبتت الشفاعة لنبينا محمد (ص) يوم القيامة ولسائر الأنبياء والملائكة والأولياء والأطفال حسبما ورد. ونسألها من المالك لها والآذن فيها بأن نقول: اللهم شفع نبينا محمد فينا يوم القيامة أو اللهم شفع فينا عبادك الصالحين، أو ملائكتك، أو نحو ذلك مما يطلب من الله لا منهم إلى أن قال: إن الشفاعة حق في الآخرة، ووجب على كل مسلم الإيمان بشفاعته، بل وغيره من الشفعاء إلا أن رجاءها من