ابن تيمية أنا في هذه أتبع السنة الشريفة، فقد جاء في الحديث الصحيح (أعطيت الشفاعة) وقد أجمعت الآثار (74) في تفسير الآية الشريفة * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *. على أن المقام المحمود هو الشفاعة.
والرسول (ص) لما ماتت أم أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما، دعا لها الله على قبرها: " الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين " (75). فهذه هي الشفاعة، أما الاستغاثة ففيها شبهة الشرك بالله تعالى.
وقد أمر الرسول ابن عمه عبد الله بن عباس ألا يستعين بغير الله.
قال ابن عطاء الله: أصلحك الله يا فقيه، أما نصيحة الرسول (ص) لابن عباس فقد أراد منه أن يتقرب إلى الله بعلمه لا بقرابته من الرسول، وأما فهمك أن الاستغاثة استعانة بغير الله فهي شرك، فمن من المسلمين الذين