فأي شئ فعل علي؟ وما الذي جرى عليها بواسطته؟
أما عمار فقد خرج بنفسه إلى قتال القاسطين، بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعهد منه، ومعاوية وابن العاص وعسكرهما يعرفونه ويعلمون بذلك، فقتلوه تلك القتلة الشنيعة.
والحاصل: إن حجة معاوية مردودة، وحجة من قال بأن طلحة والزبير وأنصارهما أخرجوا عائشة مقبولة... وإنكار الفرق مكابرة.
وقال ابن تيمية - دفاعا عن أبي بكر في إهماله حدود الله، فلم يقتص من خالد بن الوليد ولا حده، حيث قتل مالك بن نويرة وكان مسلما، وتزوج امرأته في ليلة قتله وضاجعها -:
" إن كان ترك قتل قاتل المعصوم مما ينكر على الأئمة، كان هذا من أعظم حجة شيعة عثمان على علي، وعلي لم يقتل قتلته... " قال:
" وأما ما تفعله الرافضة من الإنكار على أبي بكر في هذه القضية الصغيرة، وترك إنكار ما هو أعظم منها على علي، فهذا من فرط جهلهم وتناقضهم... " (1).
أقول:
لقد كان لقتل المسلمين عثمان بن عفان أسباب، ومن جملة تلك الأسباب إهماله حدود الله وتبديله لأحكام الله، فلو أن أبا بكر لم يهمل حد الله وأحكامه في قصة خالد ومالك بن نويرة، لم تصدر تلك الأمور من عثمان، حتى نقم عليه لأجلها المسلمون وقتلوه!!
وكم فرق بين زمن أبي بكر وزمن أمير المؤمنين؟ وهل حصلت لأمير المؤمنين فرصة للقيام بالأمر؟