فتبين أن قوله لعلي: أنت مني وأنا منك، ليس من خصائصه " (1).
أقول:
وهنا مطلبان:
الأول: هذا الحديث صحيح، وقد أقر ابن تيمية أيضا بصحته، فلا كلام في هذه الناحية.
والثاني: هذا الحديث من خصائصه، ولذا أخرجه النسائي في (الخصائص) بلفظ: " علي مني وأنا منه " بأسانيد متعددة (2) وفي (صحيح البخاري) ما نصه: " باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن - رضي الله عنه -. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني وأنا منك " (3).
فأورد هذا الحديث بهذا اللفظ، وجعله جزء من العنوان.
ومما يشهد باختصاص هذا بأمير المؤمنين عليه السلام - بحيث لا يعم معناه أبا بكر فضلا عن غيره من أصحاب النبي - قول ابن عباس متضجرا ممن تكلم في أمير المؤمنين: " أف تف! وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره " فعد منها أنه " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذه منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ".
وفي هذا الحديث الذي أخرجه أحمد (4) والنسائي (5) والحاكم (6) والذهبي (7)