مأفون " (1).
.. هذا.. ومن ناحية أخرى يقال لهؤلاء: إن حديث النزول قد فسره الحديث الذي رواه النسائي بسند صحيح من حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله يمهل حتى إذا مضى شطر من الليل الأول أمر مناديا فينادى: هل من داع فيستجاب له... الحديث.. وعلى هذا يكون النزول معناه نزول الملك بأمر الله. وهذا التفسير أولى من تفسير الإمام مالك وغيره للنزول بأنه نزول رحمة لا نزول نقلة.. وغير ذلك.. لأن خير ما يفسر به الحديث هو ما ورد من الحديث.. يقول الحافظ العراقي في ألفيته في المصطلح:
" وخير ما فسرته بالوارد ".
أما ما نسبه ابن تيمية إلى الأئمة بإثبات الحركة لله تعالى.. فحسبنا ما رواه البيهقي في (مناقب أحمد) بإسناده عن أحمد أنه قال: ".. احتجوا على يومئذ - يعني يوم نوظر - فقالوا: تجئ سورة البقرة يوم القيامة وتجئ سورة تبارك. فقلت لهم: إنما هو الثواب.. قال تعالى (وجاء ربك) إنما تأتي قدرته.. وإنما القرآن.
أمثال ومواعظ ". قال البيهقي: وهذا إسناد صحيح. وقوله إنما تأتي قدرته: أراد بذلك أثر قدرته.. وهذا من باب مجاز الحذف.
وروى البيهقي فيه أيضا نقلا عن إمام الحنابلة أبي الفضل التميمي ما نصه:
".. أنكر أحمد على من قال بالجسم.. وقال: إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف، والله خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية.. ولم يجئ في الشريعة ذلك، فبطل ". إنتهى بحروفه.