شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ٢٧٧

____________________
آثارهم في ترك كل قبيح وفعل حسن، فينبغي أن نتبع آثارهم في المحن.
غصبت سيدتنا فاطمة عليها السلام وعلى آلها ميراث أبيها عليها السلام سرا، وقتل أخوه عليه السلام جهرا، وصلب زيد بن علي بالكناسة، وقطع رأس زيد بن علي في المعركة (1)، وقتل ابناه محمد وإبراهيم على يد عيسى بن موسى العباسي، ومات موسى بن جعفر في حبس هارون، وسم علي بن موسى بيد المأمون، وهزم إدريس بفخ حتى وقع إلى الأندلس فريدا، ومات عيسى بن زيد طريدا شريدا، وقتل يحيى بن عبد الله بعد الأمان والإيمان وبعد توكيد العهود والضمان.
هذا غير ما فعل يعقوب بن الليث بعلوية طبرستان، وغير قتل محمد بن زيد والحسن بن القاسم الداعي على أيدي آل ساسان، وغير ما صنعه أبو السياح في علوية المدينة، حملهم بلا عطاء ولا وطاء من الحجاز إلى سامراء، وهذا بعد قتل قتيبة بن مسلم الباهلي لابن عمر بن علي حين أخذه بابويه، وقد ستر نفسه ووارى شخصه، يصانع حياته ويدافع وفاته، ولا كما فعله الحسين بن إسماعيل المصعبي بيحيى بن عمر الزيدي خاصة، وما فعله مزاحم بن خاقان بعلوية الكوفة كافة.
وبحسبكم أنه ليست في بيضة الإسلام بلدة إلا وفيها لقتيل طالبي تربة تشارك في قتله الأموي والعباسي، وأطبق عليهم العدناني والقحطاني.
فليس حي من الأحياء نعرفه * من ذي يمان ولا بكر ولا مضر إلا وهم شركاء في دمائهم * كما تشارك أيسار على جزر قادتهم الحمية إلى المنية، وكرهوا عيش الذلة، فماتوا موت العزة، ووثقوا بما لهم في الدار الباقية، فسخت نفوسهم عن هذه الفانية.

(1) كذا في المطبوعة في الهند وبيروت.
(٢٧٧)
مفاتيح البحث: مدينة بيروت (1)، الهند (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 286 288 290 291 296 ... » »»
الفهرست