بلغة الفقيه - السيد محمد بحر العلوم - ج ٤ - الصفحة ١٨٣
بالمعارف الخاصة مطلقا، أو منضما إليه الاقرار باللسان فقط، أو هو مع العمل بالأركان (1).
والاسلام أعم منه مطلقا على قول (2) أو متحد معه صدقا لا مفهوما
(1) ولقد عرفهالشيخ المفيد - قدس سره - في كتبه العقائدية باحتواء هذه المفاهيم الثلاثة فقال: " الايمان: التصديق بالجنان والاقرار باللسان والعمل بالأركان " آخذا ذلك من كثير من الروايات، من ذلك ما أخرجه (ابن ماجة وابن مردويه والطبراني والبيهقي) - في شعب الايمان - عن علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الايمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان ".
(2) بمعنى أن النسبة بين الاسلام والايمان من العموم والخصوص المطلق، والخصوصية في جانب الايمان. وهذا المعنى يظهر لكل من يصوب نظره في كتب اللغة والتفسير والحديث والعقائد، فكتب اللغة تعرف الاسلام بالاذعان والانقياد والاستسلام والدين ونحو ذلك من المفاهيم العامة وتعرف الايمان بالتصديق والاذعان والاعتقاد ونحو ذلك من تركيز تلك المفاهيم. وهكذا كتب التفسير، ففي تفسير قوله تعالى: " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم " يقول الأزهري - كما في لسان العرب -: " فالاسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وبه يحقن الدم، فإن كان مع ذلك الاظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الايمان الذي هذه صفته: " وكذلك يظهر هذا المعنى من الكليني في أصول الكافي، والبرقي في محاسنه - عن أحدهما (ع) حيث يقول: " الايمان إقرار وعمل، والاسلام إقرار بلا عمل "، وما في خصال الصدوق - بسنده عن الأعمش - عن جعفر بن محمد (ع) - في حديث -: " والاسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا ". وغيرها كثير مما يدل على هذا المعنى.