الردم (1) بن اليقن بن سام بن نوح، وقربه جسر مليح اتخذ في زمن عثمان رضي الله تعالى عنه، ولما توجه مسلمة بن عبد الملك غازيا للروم من نحو الثغور الجزرية عسكر ببالس، فأتاه أهلها وأهل القرى المنسوبة إليها، فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي أراضيهم على أن يجعلوا له الثلث من غلالهم بعد عشر السلطان، فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة، ووفوا له بالشرط، ورم سور المدينة واحكمه، فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته، فلم تزل في أيديهم حتى جاءت الدولة العباسية، فانتزعت منهم، فكانت للمأمون وذريته، قال ابن غسان الكوراني (2):
آمن الله بالمبارك مي * حوف مصر إلى دمشق فبالس (3) ومنه أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي المحدث، وأبو المجد معد (4) بن كثير بن علي البالسي الفقيه الأديب، تفقه على أبي بكر الشاشي، وأبو علي الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب الأنطاكي، يعرف بالبالسي، وأبو الحسن إسماعيل بن أحمد بن أيوب البالسي الخيزراني، وجماعة غيرهم، ومن المتأخرين: النجم محمد بن عقيل بن محمد بن الحسن البالسي، من كبار أئمة الشافعية، وحفيده أبو الحسن محمد بن علي بن محمد، سمع على جده، وأبو الفرج بن عبد الهادي، وهو من شيوخ الحافظ بن حجر، توفي سنة 804 بمصر، والجمال عبد الرحيم بن محمد بن محمود البالسي سبط ابن الملقن، وغيرهما.
* ومما يستدرك عليه:
أبلس الرجل: قطع به، عن ثعلب. وأبلس: سكت فلم يرد جوابا.
والبلس بضمتين (5): غرائر كبار من مسوح يجعل فيها التبن، ويشهر عليها من ينكل به، وينادى عليه، ومن دعائهم: أرانيك الله على البلس.
والبلسان: نوع من الطيور يقال لها الزراير، وقد جاء ذكره في حديث أصحاب الفيل (6)، وفسره عباد بن موسى هكذا.
وبلس، بالضم وفتح اللام: إحدى قرى بالس التي كانت لمسلمة بن عبد الملك، ثم كانت لورثته فيما بعد. وبلوس، كصبور: قرية بمصر من المنوفية.
وبلاس، ككتاب: اسم رجل، كذا في معارف ابن قتيبة، إليه ينسب بلاس آباد، وقد ذكره المصنف رحمه الله استطرادا في " سبط " فانظره.
[بلبس]: بلبيس، أهمله الجوهري، وضبطه الصاغاني كغرنيق، ونسبه بعضهم للعامة، وقد يفتح أوله، وهذا قد صححه بعضهم (7): د، بمصر بالشرقية على عشرة فراسخ منها، كما في العباب، أو على مرحلتين منها، نزله عبس بن بغيض، ينسب إليه جماعة من أهل العلم والحديث، ومن المتأخرين المحب محمد بن علي بن أحمد بن عثمان الشافعي إمام الجامع الأزهر، كأبيه وجده، لازم مجلس الحافظ ابن حجر ومات سنة 889 ناب ابنه يحيى محله.
* ومما يستدرك عليه:
بلبوس، بالفتح: هو بصل الرند، يشبه ورقه ورق السذاب، ذكره صاحب المنهاج.
[بلطس]: وبلوطس، كسفرجل: قرية بمصر من الغربية.
[بلعس]: البلعس، كجعفر: الناقة الضخمة المسترخية المتبجبجة اللحم الثقيلة، وهي أيضا: الدلعس والدلعك.
وقال ابن عباد: البلعوس، كجردحل وحلزون: المرأة الحمقاء، كأنه على التشبيه بالناقة المسترخية الثقيلة، فإن البلعوس لغة في البلعس، كنظائره، كما سيأتي.