عززت، ومثله قليل (1)، قد أعزت، إذا كانت عزوزا، كذلك تعززت، والاسم العزز والعزاز.
وعزه يعزه عزا، كمده: قهره وغلبه في المعازة، أي المحاجة. قال الشاعر يصف جملا:
يعز على الطريق بمنكبيه * كما ابترك الخليع على القداح (2) أي يغلب هذا الجمل الإبل على لزوم الطريق، فشبه حرصه عليه وإلحاحه في (3) السير بحرص هذا الخليع على الضرب بالقداح لعله يسترجع بعض ما ذهب من ماله، والخليع: المخلوع المقمور ماله. والاسم العزة، بالكسر، وهي القوة والغلبة، كعز عزه عزعزة. عزه في الخطاب، أي غلبه في الاحتجاج، وقيل: غالبه كعازه معازة، وقوله تعالى: (وعزني في الخطاب) (4) أي غلبني، وقرئ: وعازني، أي غالبني، أو عزني: صار أعز مني في المخاطبة والمحاجة، ويقال: عازني فعززته، أي غالبني فغلبته، وضم العين في مثل هذا مطرد وليس في كل شيء يقال فاعلني ففعلته. والعزة، بالفتح: بنت الظبية، وقال الراجز:
هان على عزة بنت الشحاج * مهوى جمال مالك في الإدلاج وبها سميت المرأة عزة، وهي بنت جميل الكنانية صاحبة كثير، وجميل هو أبو بصرة الغفاري. والعزاز، كسحاب: الأرض الصلبة، وفي كتابه صلى الله عليه وسلم لوفد همدان: " على أن لهم عزازها " وهو ما صلب من الأرض وخشن واشتد، وإنما يكون في أطرافها، ويقال: العزاز: المكان الصلب السريع السيل. قال ابن شميل: العزاز: ما غلظ من الأرض وأسرع سيل مطره، يكون من القيعان والصحاصح وأسناد الجبال والآكام وظهور القفاف. قال العجاج:
من الصفا العاسي ويدهسن الغدر * عزازه ويهتمرن ما انهمر وقال أبو عمرو في مسايل الوادي: أبعدها سيلا الرحبة، ثم الشعبة، ثم التلعة، ثم المذنب ثم العزازة. وفي الحديث: " أنه نهى عن البول في العزاز " لئلا يترشش عليه. وفي حديث الحجاج في صفة الغيث: وأسالت العزاز. وأعز الرجل إعزازا: وقع فيها، أي في أرض عزاز وسار فيها، كما يقال أسهل، إذا وقع في أرض سهلة.
وعن أبي زيد: أعز فلانا: أكرمه وأحبه، وقد ضعف شمر هذه الكلمة عن أبي زيد. عن أبي زيد أيضا: أعزت الشاة من المعز والضأن، إذا استبان حملها وعظم ضرعها، قال: وكذلك أرأت ورمدت وأضرعت، بمعنى واحد. أعزت البقرة إذا عسر حملها، وقال ابن القطاع: ساء حملها. وعزاز، كسحاب: ع باليمن. وعزاز: د بالرقة قرب حلب شماليها. قالوا: إذا ترك ترابها على عقرب قتلها بالخواص، فإن أرضها مطلسمه، وقد نسب إليها الشهاب العزازي أحد الشعراء المجيدين، كان بعد السبعمائة، وقد ذكره الحافظ في التبصير.
والعزاء، بالمد: السنة الشديدة، قال:
* ويعبط الكوم في العزاء إن طرقا * ويقال: هو معزاز المرض، كمحراب: أي شديده. والعزى، بالضم: العزيزة من النساء. قال ابن سيده: العزى: تأنيث الأعز، بمنزلة الفضلى من الأفضل، فإن كان ذلك فاللام في العزى ليست بزائدة، بل هي فيه على حد اللام في الحارث والعباس، قال: والوجه أن تكون زائدة، لأنا لم نسمع في الصفات العزى، كما سمعنا فيها الصغرى والكبرى.
وقوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى) (5) جاء في التفسير أن اللات صنم كان لثقيف، والعزى: صنم كان لقريش وبني كنانة، قال الشاعر: