بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على فخر بني آدم الفاتح الخاتم أبي القاسم محمد المصطفى، وعلى آله كنوز العلم والتقى، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
وبعد، فإن خلود الدين الاسلامي وأبدية الشريعة المحمدية وكونها خاتمة الشرائع وناسخة لما قبلها من الأديان من جهة وتطور حياة الانسان والتجدد الهائل والكبير في أبعاد حياته الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وتجدد الكثير من مسائل الابتلاء التي يحتاج فيها المسلم إلى معرفة الحكم الشرعي الصائب كي يحافظ على سيرته من الزيغ والانحراف ويستقيم على الطريقة المرضية لله جل شأنه من جهة أخرى أوجب على المتصدين لبيان أحكام الشريعة والناظرين في حلالها وحرامها وهم الفقهاء والمجتهدون لتأسيس قواعد كلية وضبط أصول عامة استقوها من الكتاب والسنة بحيث يمكن على ضوئها معرفة أحكام المسائل المستحدثة والمستجدة في كل زمان ومكان.
وكلما كانت قدرة الفقيه على إرجاع الفروع إلى الأصول أدق وأمتن وتطبيق الأصول على الفروع أقوى وأحسن تكون منزلته من بين الفقهاء المجتهدين أسمى وأرفع، ولمهارة البعض منهم الفائقة في هذا المجال مضافا إلى اجتماع شرائط التقوى والعدالة والكفاءة وغيرها توجوا بتاج المرجعية وشرفوا بشرف الزعامة في الطائفة الإمامية، فرجع إليهم الناس لمعرفة أحكام دينهم وقلدوهم أعمالهم