جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ٤ - الصفحة ٣٠٢
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي حماد، وأخبرنا أبو جعفر الخزاز، عن جويبر، عن الضحاك، أن ابن عباس كان يقرأ: * (والأرحام) * يقول:
اتقوا الله لا تقطعوها.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
قال ابن عباس: اتقوا الأرحام.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قال: * (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) * أن تقطعوها.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
* (واتقوا الله الذي تساءلون به) * واتقوا الأرحام أن تقطعوها. وقرأ: * (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) *.
قال أبو جعفر: وعلى هذا التأويل قرأ ذلك من قرأه نصبا، بمعنى: واتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوا الأرحام أن تقطعوها، عطفا بالأرحام في إعرابها بالنصب على اسم الله تعالى ذكره. قال: والقراءة التي لا نستجيز للقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النصب:
* (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) * بمعنى: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكني في حال الخفض، إلا في ضرورة شعر، على ما قد وصفت قبل.
القول في تأويل قوله تعالى: * (إن الله كان عليكم رقيبا) *.
قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: إن الله لم يزل عليكم رقيبا. ويعني بقوله:
* (عليكم) *: على الناس الذين قال لهم جل ثناؤه: يا أيها الناس اتقوا ربكم والمخاطب والغائب إذا اجتمعا في الخبر، فإن العرب تخرج الكلام على الخطاب، فتقول إذا خاطبت رجلا واحدا أو جماعة فعلت هي وآخرون غيب معهم فعلا: فعلتم كذا، وصنعتم. كذا ويعني بقوله: * (رقيبا) *: حفيظا، محصيا عليكم أعمالكم، متفقدا رعايتكم حرمة أرحامكم وصلتكم إياها، وقطعكموها وتضييعكم حرمتها. كما:
(٣٠٢)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست