حدثنا أبو كريب، قال: ثنا حفص بن بشر، عن يعقوب القمي، قال: ثنا حفص بن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء، ينادي: يا محمد يا محمد! فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل جملا له رغاء، يقول: يا محمد يا محمد! فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة، ينادي: يا محمد يا محمد! فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل قشعا من أدم ينادي: يا محمد يا محمد!
فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أسباط بن محمد، قال: ثنا أبو إسحاق الشيباني، عن عبد الله بن ذكوان، عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد، قال: بعث رسول الله (ص) مصدقا، فجاء بسواد كثير، قال: فبعث رسول الله (ص) من يقبضه منه، فلما أتوه، جعل يقول: هذا لي، وهذا لكم، قال: فقالوا: من أين لك هذا؟ قال: أهدي إلي، فأتوا رسول الله (ص)، فأخبروه بذلك، فخرج فخطب، فقال: أيها الناس، ما بالي أبعث قوما إلى الصدقة، فيجئ أحدهم بالسواد الكثير، فإذا بعثت من يقبضه قال: هذا لي، وهذا لكم! فإن كان صادقا أفلا أهدي له وهو في بيت أبيه، أو في بيت أمه؟ ثم قال: أيها الناس، من بعثناه على عمل فغل شيئا، جاء به يوم القيامة على عنقه يحمله، فاتقوا الله أن يأتي أحدكم يوم القيامة على عنقه بعير له رغاء، أو بقرة تخور، أو شاة تثغو.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو معاوية وابن نمير وعبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي حميد الساعدي، قال: استعمل رسول الله (ص) رجلا من الأزد، يقال له ابن الأتبية على صدقات بني سليم، فلما جاء قال: هذا لكم، وهذا هدية أهديت لي. فقال رسول الله (ص): أفلا يجلس أحدكم في بيته فتأتيه هديته! ثم حمد الله