والله قتلتم صاحبنا قالوا: لا والله. فأتوا موسى، فقالوا: هذا قتيلنا بين أظهرهم وهم والله قتلوه. فقالوا: لا والله يا نبي الله طرح علينا. فقال لهم موسى: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة فقالوا: أتستهزئ بنا؟ وقرأ قول الله جل ثناؤه: أتتخذنا هزوا قالوا: نأتيك فنذكر قتيلنا والذي نحن فيه فتستهزئ بنا؟ فقال موسى: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد وحجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي، ومحمد بن قيس: لما أتى أولياء القتيل والذين ادعوا عليهم قتل صاحبهم موسى وقصوا قصتهم عليه، أوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة، فقال لهم موسى: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا: وما البقرة والقتيل؟ قال: أقول لكم إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، وتقولون: أتتخذنا هزوا!
قال أبو جعفر: فقال الذين قيل لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة بعد أن علموا واستقر عندهم أن الذي أمرهم به موسى عليه السلام من ذلك عن أمر الله من ذبح بقرة جد وحق: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي فسألوا موسى أن يسأل ربه لهم ما كان الله قد كفاهم بقوله لهم: اذبحوا بقرة لأنه جل ثناءه إنما أمرهم بذبح بقرة من البقر أي بقرة شاءوا ذبحها من غير أن يحصر لهم ذلك على نوع منها دون نوع أو صنف دون صنف، فقالوا بجفاء أخلاقهم وغلظ طبائعهم وسوء أفهامهم، وتكلف ما قد وضع الله عنهم مؤنته، تعنتا منهم رسول الله (ص). كما:
حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني، أبي، قال: حدثني عمي، قال:
حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لما قال لهم موسى: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا له يتعنتونه: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي فلما تكلفوا جهلا منهم ما تكلفوا من البحث عما كانوا قد كفوه من صفة البقرة التي أمروا بذبحها تعنتا منهم بنبيهم موسى صلوات الله عليه بعد الذي كانوا أظهروا له من سوء الظن به فيما أخبرهم عن الله جل ثناؤه بقولهم: أتتخذنا هزوا عاقبهم عز وجل بأن خص بذبح ما كان أمرهم بذبحه من البقر على نوع منها دون نوع، فقال لهم جل ثناؤه إذ سألوه فقالوا: ما هي صفتها وما حليتها؟ حلها لنا لنعرفها قال إنها بقرة لا فارض ولا بكر يعني بقوله جل ثناؤه: لا