وانما أراد بالزهد في الدنيا لتفزع قلوبهم إلى الآخرة.
48 - وباسناده إلى الحسن بن الجهم عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال: التواضع أن تعطى الناس ما تحب أن تعطاه.
49 - وفى آخر قال: قلت: ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا؟
فقال: التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتي إلى أحد الا مثل ما يؤتى إليه، ان رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين.
50 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال: هو القلب الذي سلم من حب الدنيا، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وآله: حب الدنيا رأس كل خطيئة.
51 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم، لان سلامة القلب من هواجس المذكورات. تخلص النية لله في الأمور كلها قال الله تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم 52 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في طسم وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون جنود إبليس ذريته من الشياطين وما أضلنا الا المجرمون يعنى المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم، وهو قوم محمد صلى الله عيله واله ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد، وتصديق ذلك قول الله عز وجل: (كذبت قبلهم قوم نوح. كذب أصحاب الأيكة. كذبت قوم لوط) ليس هم اليهود الذين قالوا: عزير ابن الله، و لا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله، سيدخل الله اليهود والنصارى النار، ويدخل كل قوم بأعمالهم، وقولهم: (وما أضلنا الا المجرمون) إذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عز وجل فيهم حين جمعهم إلى النار (قالت أوليهم لأخراهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا