تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج ٤ - الصفحة ٥٥٠
التقية، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم.
54 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى عبد الله بن وهب بن زهير قال: وفد العلا بن الحضرمي على النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إن لي أهل بيت أحسن إليهم فيسيئون وأصلهم فيقطعون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم) فقال العلاء بن الحضرمي: إني قد قلت شعرا هو أحسن من هذا قال: وما قلت؟ فأنشده:
وحى ذوي الأضغان تسب قلوبهم * تحيتك العظمى فقد يرفع النغل (1) فان أظهروا خيرا فجاز بمثله * وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل (2) فان الذي يؤذيك منه سماعه * فان الذي قالوا وراءك لم يقل فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن من الشعر لحكما، وإن من البيان لسحرا، وإن شعرك لحسن، وإن كتاب الله أحسن.
55 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: صافح عدوك وإن كره فإنه مما أمر الله به عباده يقول (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم * وما يلقيها إلا الذين صبروا وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم) ما تكافى عدوك بشئ أشد من أن تطيع الله فيه، و حسبك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله.
56 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام: وما يلقيها إلا كل ذي حظ عظيم.
57 - في تفسير علي بن إبراهيم: واما ينزغنك من الشيطان نزغ أي عرض لقلبك نزغ (3) من الشيطان فاستعذ بالله والمخاطبة لرسول الله والمعنى للناس (4)

(١) الأضغان جمع الضغن: الحقد. والنغل - محركة -، الافساد بين القوم.
(٢) خنس عنه: رجع وتنحى.
(٣) النزغ: الاغراء والافساد ونزغ الشيطان: وساوسه ونخسه في القلب بما يسول للانسان من المعاصي.
(٤) وقد مر نظير ذلك كثيرا فهو من باب إياك أعني واسمعي يا جارة كما ورد في أحاديث عديدة ان القرآن نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة.
(٥٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 ... » »»
الفهرست