36 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى: (ان اشكر لي ولوالديك إلي المصير) فقال الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر، هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم، وأمر الناس بطاعتهما ثم قال الله: (إلي المصير) فمصير العباد إلى الله، والدليل على ذلك الولدان، ثم عطف القول على ابن حنتمة (1) وصاحبه فقال في الخاص والعام: وان جاهداك على أن تشرك بي تقول في الوصية وتعدل عمن أمرت بطاعته فلا تطعهما ولا تسمع قولهما ثم عطف القول على الوالدين فقال: وصاحبهما في الدنيا معروفا يقول: عرف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما، وذلك قوله: واتبع سبيل من أناب إلى ثم إلى مرجعكم فقال: إلى الله ثن إلينا فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين فان رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله.
37 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن بحر عن عبد الله بن مسكان عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال - وأنا عنده - لعبد الواحد الأنصاري في بر الوالدين في قول الله عز وجل، وبالوالدين احسانا. فظننا انها الآية التي في بني إسرائيل: (وقضى ربك ان لا تعبدوا الا إياه) فلما كان بغد سألته فقال: هي التي في لقمان (ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) فقال: ان ذلك أعظم من أن يأمر بصلتهما وحقهما على كل حال (وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم) فقال: لا بل يأمر بصلتهما وان جاهداه على الشرك ما زاد حقهما الا عظما.
38 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله، إذ لا عبادة أسرع بلوغا بصاحبها إلى رضا الله تعالى من حرمة الوالدين المسلمين لوجه الله، لان حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى إذا كانا على منهاج الدين والسنة، ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله تعالى إلى معصيته، ومن اليقين