قال: فولى سليمان مدبرا إلى محرابه، فقام فيه متكيا على عصاه فقبض روحه من ساعته، قال: فجعلت الجن والإنس يخدمونه ويسعون في أمره كما كانوا، وهم يظنون أنه حي لم يمت يغدون ويروحون وهو قائم ثابت حتى دبت الأرض من عصاه، فأكلت منسأته، فانكسرت وخر سليمان إلى الأرض، أفلا تسمع لقوله عز وجل: (فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).
41 - في مجمع البيان وفى الشواذ تبينت الانس وهي قراءة علي بن الحسين وأبى عبد الله عليهما السلام.
42 - وفيه وفى حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان آصف بن برخيا يدبر أمره حتى دبت الأرضة.
43 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال قال فان بحرا كان من اليمن وكان سليمان عليه السلام أمر جنوده ان يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة من الصخر والكلس (1) حتى يفيض على بلادهم وجعلوا للخليج مجاريا، فكانوا إذا أرادوا ان يرسلوا منه الماء أرسلوا بقدر ما يحتاجون إليه، وكانت لهم عن يمين وشمال عن مسيرة عشرة أيام فيها يمر (2) لا يقع عليه الشمس من التفافها، فلما عملوا بالمعاصي وعتوا عن أمر ربهم ونهاهم الصالحون فلم ينتهوا بعث الله عز وجل على ذلك السد الجرذ وهي الفارة الكبيرة، وكانت تقلع الصخرة التي لا يستقلها الرجال وترمى بها، فلما رأى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد، فما زال الجرذ تقلع الحجر حتى خرب ذلك السد، فلم يشعروا حتى غشيهم السيل وخرب بلادهم وقلع أشجارهم.
44 - في مجمع البيان وفى الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله