31 - في تفسير علي بن إبراهيم فلما قرب موسى عليه السلام من البحر وقرب فرعون من موسى (قال أصحاب موسى انا لمدركون) قال موسى كلا ان معي ربى سيهدين أي سينجين فدنا موسى عليه السلام من البحر فقال له ان أفرق فقال البحر له: استكبرت يا موسى ان تقول لي ان أنفرق لك ولم أعص الله عز وجل طرفة عين، وقد كان فيكم العاصي، فقال له موسى عليه السلام: فاحذر أن تعصى وقد علمت أن آدم عليه السلام اخرج من الجنة بمعصية وانما لعن إبليس بمعصيته، فقال البحر: ربى عظيم مطاع أمره و لا ينبغي لشئ ان يعصيه، فقام يوشع بن نون فقال لموسى عليهما السلام: يا نبي الله ما أمر ربك قال: بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء وأوحى الله عز وجل إلى موسى ان اضرب بعصاك الحجر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم، فضرب له في البحر اثنى عشر طريقا فاخذ كل سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع وبقيت الأرض يابسة طلعت فيها الشمس فليبست كما حكى الله عز وجل: فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ودخل موسى عليه السلام وأصحابه البحر وكان أصحابه اثنى عشر سبطا فضرب الله عز وجل لهم في البحر اثنى عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق، وكان الماء قد ارتفع على رؤسهم مثل الجبال، فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى عليه السلام في طريقه، فقالوا يا موسى أين اخواننا؟ فقال لهم: معكم في البحر فلم يصدقوه، فأمر الله عز وجل البحر فصار طاقات حتى كان ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدثون، وأقبل فرعون وجنوده فلما انتهى إلى البحر قال لأصحابه: الا تعلمون انى ربكم الاعلى قد فرج لي البحر فلم يجسر أحد أن يدخل البحر وامتنعت الخيل منه لهول الماء، فتقدم فرعون حتى جاء إلى ساحل البحر فقال له منجمه: لا تدخل البحر وعارضه فلم يقبل منه، وأقبل على فرس حصان (1) فامتنع الحصان أن يدخل فعطف عليه جبرئيل عليه السلام وهو على ما ديانة، فتقدمه ودخل فنظر الفرس إلى الرمكة (2) فطلبها ودخل البحر واقتحم
(٥٤)