بكاؤهم فأنزل الله عز وجل: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون 84 - في مجمع البيان وذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره حدثني عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة و استحكم الاسلام قالت الأنصار فيما بينها: نأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فنقول له ان تعرك (1) أمور فهذه أموالنا تحكم فيها غير حرج ولا محظور عليك فأتوه في ذلك، فنزلت (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقرأها عليهم وقال: تودون قرابتي من بعدى. فخرجوا من عنده مسلمين لقوله فقال المنافقون: ان هذا شئ افتراه في مجلسه أراد ان يذللنا لقرابته من بعده. فنزلت: (أم يقولون افترى على الله كذبا) فأرسل إليهم فتلاها فبكوا واشتد عليهم فأنزل الله: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) الآية فأرسل في أثرهم فبشرهم وقال: ويستجيب الذين آمنوا وهم الذين سلموا لقوله.
85 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار: (قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) يقول متكلفا أن أسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: أما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا؟! فقالوا:
ما أنزل الله هذا وما هو الا شئ يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا، ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا، وأراد الله عز ذكره ان يعلم نبيه صلى الله عليه وآله الذي أخفوا في صدورهم وأسروا به، فقال في كتابه عز وجل: (أم يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك) يقول: لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم، وقد قال الله عز وجل. (ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته) يقول الحق لأهل بيتك الولاية (إنه عليم بذات الصدور) يقول بما ألقوه في صدروهم من العداوة لأهل بيتك، والظلم بعدك، والحديث