البقرة والمفصل، وأحل له المغنم والفئ ونصره بالرعب، وجعل له الأرض مسجدا و طهورا، وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والانس. وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم، ثم كلف ما لم يكلف أحدا من الأنبياء، أنزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له: قاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك.
36 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح عليه السلام أن يعبدوا الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الأنداد، وهو الفطرة التي فطر الناس عليها وأخذ الله ميثاقه على نوح وعلى النبيين صلوات الله عليهم أجمعين أن يعبدوا الله تعالى، ولا يشركوا به شيئا، وأمره بالصلاة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال و الحرام، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرائض مواريث فهذه شريعته.
37 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال:
دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام فلما بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا، قال: فقلت له: يا بن رسول الله انى أريد ان أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى القى الله عز وجل، فقال: هاتها يا أبا القاسم فقلت: انى أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه وانه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور، وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه، وأن محمدا عبده ورسوله وخاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيمة وأقول ان الامام والخليفة وولى الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي، فقال عليه السلام: ومن بعدى الحسن ابني، فكيف الناس بالخلف من بعده قال: فقلت: و كيف ذاك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، قال: فقلت: أقررت وأقول ان وليهم ولى