الله عز وجل وتوحيده، واما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوها باطنة، فأنزل الله: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) ففرح رسول الله صلى الله عليه وآله عند نزولها انه لم يقبل الله تبارك وتعالى ايمانهم الا بعقد ولايتنا ومحبتنا.
84 - في مجمع البيان (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة) وفى رواية الضحاك عن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا ابن عباس أما ما ظهر فالاسلام وما سوى الله من خلقك وما أفضل عليك من الرزق، واما ما بطن فستر مساوى عملك ولم يفضحك به، يا ابن عباس ان الله تعالى يقول: ثلاثة جعلتهن للمؤمن ولم يكن له:
صلاة المؤمنين عليه بعد انقطاع عمله، وجعلت له ثلث ماله يكفر به عنه خطاياه، و الثالثة سترت مساوى عمله ولم أفضحه بشئ منه ولو أبديتها عليه لنبذه أهله فمن سواهم.
85 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال:
حدثني عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري قالوا: أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبو بكر وأبو عبيدة وعمر وعثمان وعبد الرحمان ورجلان من قراء الصحابة إلى قوله حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله: وقد أوحى إلي ربى جل وتعالى ان أذكركم بالنعمة وأنذركم بما اقتص عليكم من كتابه واملى (وأسبغ عليكم نعمه) الآية ثم قال: قولوا الان قولكم ما أول نعمة رغبكم الله وبلاكم بها؟
فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش و الرياش والذرية والأزواج إلى ساير ما بلاهم الله عز وجل من أنعمه الظاهرة، فلما أمسك القوم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام فقال: يا أبا الحسن قل فقد قال أصحابك، فقال: وكيف بالقول فداك أبي وأمي وانما هدانا الله بك؟ قال: ومع ذلك فهات قل ما أول نعمة أبلاك الله عز وجل وانعم عليك بها؟ قال: إن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت. فما الثانية؟ قال: إن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا، قال: صدقت. فما الثالثة؟ قال: إن أنشأني فله الحمد في