بعث عليهم حذيفة بن اليمان مصدقا وكتب معه فرائض الصدقات قال فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة وارتدوا فدعاهم حذيفة إلى التوبة فأبوا وأسمعوه شتم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم حذيفة أسمعوني في أبي وأمي ولا تسمعوني في النبي صلى الله عليه وسلم فأبوا إلا ذلك فكتب حذيفة إلى أبي بكر يخبره بذلك فاغتاظ غيظا شديدا وأرسل إليهم عكرمة بن أبي جهل في نحو ألفين من المسلمين فقاتلوهم حتى هزمهم ودخلوا مدينة دبا فتحصنوا فيها وحاصرهم المسلمون نحو شهر فلما جهدهم الحصار طلبوا الصلح فشرط عليهم حذيفة أن يخرجوا من المدينة عزلا من غير سلاح ففعلوا ودخل المسلمون حصنهم فقتل عكرمة من أشرافهم مائة رجل وسبى ذراريهم وأقام عكرمة بدبا عاملا عليها لأبي بكر وقدم حذيفة على أبي بكر بالسبي وكانوا سبعمائة نفر منهم ثلاثمائة مقاتل وأربعمائة من الذرية والنساء فيهم أبو المهلب أبو صفرة غلام لم يبلغ الحلم فسجنهم أبو بكر في دار رملة بنت الحارث واستشار فيهم فكان رأي المهاجرين قتلهم أو تفديتهم بإغلاء الفداء وكان رأي عمر أن لا قتل عليهم ولا فداء فلم يزالوا محبوسين حتى توفي أبو بكر فلما ولي عمر نظر في ذلك فقال لا سبي في الاسلام وأرسلهم بغير فداء وقال هم أحرار حيث أدركتموهم مختصر وقد يقال إن عمر لم يتحقق ردتهم يدل على ذلك في القصة أن أبا بكر لما استشافيهم قال له عمر يا خليفة رسول الله إنهم قوم مؤمنون وإنما شحوا بأموالهم قال والقوم يقولون والله رجعنا عن الاسلام وإنما شححنا بالمال فأبى أبو بكر أن يدعهم بهذا القول ولم يزالوا الحديث الحديث الرابع حديث معاذ خذ من كل حالم وحالمة دينار تقدم في الحديث الثاني قوله إن عثمان لم يوظف الجزية على فقير غير معتمل وكان بمحضر من الصحابة قلت المراد بعثمان عثمان بن حنيف والذي تقدم عنه أنه وضع عليهم ثمانية وأربعين وأربعة
(٣٣٦)