قال الترمذي حديث حسن صحيح وقد رواه المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه انتهى وسكت عنه عبد الحق في أحكامه وابن القطان بعده فهو صحيح عندهما وفرقه أبو داود فرواه بهذا الاسناد ليس على المنتهب قطع ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا وقال بهذا الاسناد ليس على الخائن ولا على المختلس قطع انتهى قال أبو داود وهذان الحديثان لم يسمعهما بن جريج من أبي الزبير وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال إنما سمعهما بن جريج من يس الزيات وقد رواهما المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى قلت رواه بن حبان في صحيحه في النوع الثالث والثلاثين من القسم الثالث عن بن جريج عن أبي الزبير وعمرو بن دينار عن جابر مرفوعا باللفظ الا وسواء وأخرجه أيضا عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا أيضا لم يذكر فيه المنتهب فزالت العلة التي ذكرها أبو داود وابن أبي حاتم أيضا قال بن أبي حاتم في كتاب العلل سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه بن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس على الخائن الحديث فقال لم يسمع بن جريج هذا الحديث من أبي الزبير فقال إنه سمعه من يس الزيات عن أبي الزبير فدلسه عليه ويس ليس بالقوي انتهى وتردد النسائي فيه فقال وقد روى هذا الحديث عن بن جريج عيسى بن يونس والفضل بن موسى وابن وهب ومحمد بن ربيعة ومخلد بن يزيد وسلمة بن سعيد فلم يقل فيه منهم حدثني أبو الزبير ولا أراه سمعه من أبي الزبير انتهى قلنا في سند بن حبان ما ينفي ذلك وأيضا فتصحيح الترمذي له يدل على أنه تحقق إيصاله وقد تابعه عليه المغيرة بن مسلم كما أشار إليه أبو داود والترمذي وحديثه أخرجه النسائي عن المغيرة عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على مختلس ولا منتهب
(١٩١)