شعب الايمان الذي لجأ إليه، وأوصيكم بالاعراب فإنها أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بذمتكم فإنها ذمة نبيكم، ورزق عيالكم، قوموا عني، فما زادنا على هؤلاء الكلمات.
(9) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: لما طعن عمر ماج الناس بعضهم في بعض، حتى كادت الشمس أن تطلع، فنادى مناد: الصلاة، فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم، فقرأ بأقصر سورتين من القرآن * (إنا أعطيناك الكوثر) * و * (إذا جاء نصر الله) * فلما أصبح دخل عليه الطبيب، وجرحه يسيل دما، فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، فدعا بنبيذ فشربه فخرج من جرحه، فقال له الطبيب: أوصه فإني لا أظنك إلا ميتا من يومك أو من غد.
(10) حدثنا إسحاق الرازي عن أبي سنان عن عطاء بن السائب عن عامر قال:
أحلف بالله، لقد طعن عمر وإنه لفي النحل يقرأها.
(11) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن ابن ميناء عن المسور بن مخرمة قال: سمعت عمر وإن إحدى أصابعي في جرحه هذه أو هذه أو هذه، وهو يقول:
يا معشر قريش! إني لا أخاف الناس عليكم، إنما أخافكم على الناس، إني قد تركت فيكم ثنتين لن تبرحوا بخير ما لزمتموهما: العدل في الحكم، والعدل في القسم، وإني قد تركتكم على مثل محرفة النعم إلا أن يتعوج قوم فيعوج بهم.
(12) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن سليمان بن يسار عن المسور بن مخرمة قال: دخلت أنا وابن عباس على عمر بعد ما طعن وقد أغمي عليه، فقلنا: لا ينتبه لشئ أفرغ له من الصلاة، فقلنا: الصلاة يا أمير المؤمنين، فانتبه وقال: ولاحظ في الاسلام لامرئ ترك الصلاة، فصلى وجرحه ليثعب دما.
(13) حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون قال: كنت أدع الصف الأول هيبة لعمر، وكنت في الصف الثاني يوم أصيب، فجاء قال: الصلاة عباد الله، استووا، قال: فصلى بنا فطعنه أبو لؤلؤة طعنتين أو ثلاثا، قال: وعلى عمر ثوب